07 - مجموعة أمريكا الشمالية: التبادل الحر والاندماج الجهوي


تمهيد إشكالي

تشكلت مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك منذ 1994م مع بداية تطبيق اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي، وتعتبر هذه المجموعة أكبر منطقة للتبادل الحر في العالم، رغم انعدام التكافؤ بين اقتصاديات دولها، حيث تعتبر المكسيك من الدول النامية، لكنها بوابة أمريكا اللاتينية.
  • فما هي أهداف ومراحل تأسيس اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي؟
  • وما هي خصائص المجال الجغرافي لمنطقة التبادل الحر الأمريكي الشمالي؟
  • وما هي الأجهزة المسيرة لها؟
  • وما هي حصيلة وإكراهات اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية؟

التعريف باتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي ALENA=NAFTA

مفهوم إتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي وأحكامه

اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي هو اتفاق تم توقيعه سنة 1994م بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، يهدف إلى تقليص الحواجز الجمركية وإلغائها بعد 10 سنوات لتحقيق منطقة واسعة للتبادل الحر، ويضمن اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي الأحكام التالية:
  • إلغاء الرسوم الجمركية بين البلدان الثلاثة.
  • المعاملة الوطنية لبضائع وخدمات ومستثمري البلدان الأعضاء.
  • حرية مرور البضائع داخل أسواق البلدان الثلاثة.
  • حل انزاعات الاقتصادية والمالية.
  • عقد الصفقات العمومية مع مستثمري الدول الثلاث.
  • حرية تنقل رجال الأعمال وحماية الملكية الفكرية.

مراحل تأسيس اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي ALENA

بدأ التفاوض بين الولايات المتحدة وكندا حول أتفاق التبادل الحر الأمريكي ALEA سنة 1988م، ودخل حيز التنفيذ بين الطرفين في السنة الموالية 1989م، وفي سنة 1992م انضمت المكسيك إلى الاتفاق الذي أصبح يعرف باتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي ALENA الذي دخل حيز التنفيذ سنة 1994م.

توطين المجال الجغرافي لمجموعة أمريكا الشمالية والتعرف على أهدافها وأجهزتها

توطين المجال الجغرافي لمجموعة أمريكا الشمالية

تقع مجموعة أمريكا الشمالية غرب خط غرينتش في النصف الشمالي من العالم، يحدها شمالا المحيط المتجمد الشمالي، ومن غربها وجنوب غربها المحيط الهادي، ومن شرقها المحيط الأطلنتي، وتمتد على مساحة تقدر بأزيد من 21 مليون كلم مربع، وتمثل حوالي %4.8 من مساحة العالم، وإلى جانب اتساعها الجغرافي فقد أهلها موقعها الجغرافي المتمثل في انفتاحها الكبير على العالم من خلال واجهاتها البحرية أن على تكون أكبر تكتل تجاري عالمي.

أهداف مجموعة أمريكا الشمالية

في يناير سنة 1994م وقعت كندا والولايات المتحدة والمكسيك اتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية مكونة بذلك أكبر منطقة للتبادل الحر في العالم، وتهدف إلى:
  • تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي وحماية حقوق الملكية الفكرية ووضع قواعد قانونية لذلك.
  • وضع مجموعة من المساطر القانونية الواضحة لحل الخلافات بين الدول الثلاثة.
  • تنمية التجارة والخدمات وتنقل الرساميل ورجال الأعمال بين البلدان الأعضاء.
  • السماح لرجال الأعمال بالتنقل الحر داخل البلدان الثلاثة، بالعمل على وضع جدولة زمنية للتخفيضات الجمركية في أفق حذفها.

المؤسسات المسيرة لمجموعة أمريكا الشمالية

أهم المؤسسات المسيرة لمجموعة أمريكا الشمالية تتمثل في:
  • لجنة التبادل الحر: تتولى مراقبة إعداد وتطبيق الاتفاق، وحل الخلافات الاقتصادية، ومراقبة عمل اللجان ومجموعة الأعمال والأجهزة المساعدة.
  • المنسقون: يقومون بالتدبير العادي لبرنامج عمل مجموعة أمريكا الشمالية والتطبيق العام للاتفاق.
  • اللجان ومجموعات العمل: تتولى تسهيل التجارة والاستثمار وضمان التطبيق والإدارة الفعالة للاتفاق.
  • السكرتارية: تقوم بإصدار المقتضيات المتعلقة بحل الخلافات الاقتصادية، وبتسيير الموقع الإلكتروني الخاص بالدول الثلاث.

حصيلة اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي

حصيلة التبادل الحر

نتائج الاتفاق على مستوى المبادلات
  • تضاعفت القيمة الإجمالية للمبادلات بين بلدان أمريكا الشمالية خلال العقد الأخير، وأصبحت هذه الأخيرة تساهم بحصة مرتفعة من التجارة العالمية.
  • تحتكر الولايات المتحدة الأمريكية جزأ مهما من المبادلات البينية، وتنافسها في ذلك كندا، بينما تأتي المكسيك في المرتبة الأخيرة.
  • تحقق كندا فائضا في الميزان التجاري في تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسجل عجزا في تعاملها مع المكسيك.
نتائج الاتفاق على مستوى الاستثمار والتعاون
  • تزايدت الاستثمارات المباشرة لمجموعة أمريكا الشمالية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
  • تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحصة مرتفعة من الاستثمارات المباشرة الخارجية في كل من المكسيك وكندا.
  • عملت الدول الثلاث على التعاون فيما بينها خاصة في مجال المواصلات، وذلك بإقامة مشاريع مشتركة للبنية التحتية عرفت باسم "الممرات التجارية".
نتائج الاتفاق على المستوى الاجتماعي
  • توسيع آفاق الشغل أمام تزايد حجم الاستثمارات.
  • الارتفاع التدريجي للأجور.
  • استفادة المستهلكين من التنافس في الأسعار.

اكراهات اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي

  • تباين من حيث المستوى الاقتصادي: حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة اقتصادية في العالم، وتعد كندا إحدى الدول المتقدمة، بينما تنتمي المكسيك إلى دول العالم الثالث، وبالتالي تعاني هذه الأخيرة من التبعية الاقتصادية اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تباين من حيث المستوى الاجتماعي: إذ يسجل ارتفاع الدخل الفردي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وضعفه في المكسيك، وبالتالي تعتبر هذه الأخيرة مصدرا للهجرة السرية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تفرض مراقبة شديدة على الحدود، وتقيم بالقرب منها مناطق حرة لاستقطاب المستثمرين، ولتشغيل المهاجرين.

خاتمة

يتضح من خلال اتفاق مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر والاندماج الجهوي أن العالم قد اتجه فعلا نحو الدخول في تكتلات اقتصادية بشكل كبير باعتبارها نموذجا استراتيجيا لمواجهة تحديات العولمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع